التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين 124}

صفحة 577 - الجزء 1

  يقبل شفاعة لمن استحق العقاب، عن أبي مسلم وأبي القاسم، ولا يقال: إنه وَرَدَ في الكافرين؛ لأن اللفظ عام في كل من استحق العقاب.

قوله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ١٢٤}

  · القراءة: قرأ ابن عامر: «إبراهام» بالألف بين الهاء والميم، في بعض القرآن ههنا، وفي موضع آخر، وقرأ الباقون بياء بين الهاء والميم، وهو قراءة ابن عامر في مواضع وهما لغتان. وكذلك إبراهام بالألف بين الهاء والميم، وحذف الألف، قيل: وروي عن ابن الزبير أنه قرأ به، وعن أبي بكر: «إِبْرَهِمُ» بغير ألف وياء، وكلها لغات، غير أن الظاهر إبراهيم، وعليه الأئمة.

  وقرأ حمزة وحفص عن عاصم «عهدي» بإرسال الياء، والباقون بفتحها، وجه ذلك أن الياء ههنا كالكاف للمخاطب، فكما فُتِحَ ثَمَّ، كذلك ههنا؛ ولأن أصله الفتح بدليل أنه لو سكن ما قبل الياء انفتح الياء مثل «بشراي» ووجه السكون أن تحريك الياء يكره، فإذا أمكن تسكينه سكن، وهذا غير صحيح؛ لأن تحريك الياء يكره بالكسر والضم لا بالفتح، بدليل قولهم: «بشراي».

  وقراءة العامة «الظالمين» وعن ابن مسعود: الظالمون بالواو، وقال الزجاج: وهو في المصحف بالياء، ويجوز بالواو في العربية؛ لأن ما نَالَكَ فقد نِلْتَهُ، تقول: نالني خيرك، ونلت خيرك.