قوله تعالى: {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين 124}
  · اللغة: الابتلاء: الاختبار، يقال: ابتلاه واختبره، وهو في صفة اللَّه تَوَسُّع فيما يأمر به عباده على طريق التشبيه، عن أبي علي، قال أبو بكر: إنما يقال ذلك لأنه تعالى يعامل العبد معاملة المختبر.
  والتمام والكمال من النظائر، تم الشيء تمامًا، وأتمه إتمامًا، ونقيضه: النقصان.
  وإبراهيم: اسم أعجمي لا ينصرف.
  وكلمات: جمع كلمة، وهو الكلام
  والذرية والنسل والولد نظائر، وفيه ثلاث لغات: ضم الذال، وهي قراءة العامة، وفتحها، وهي قراءة أبي جعفر، وكسرها روي ذلك عن زيد بن ثابت أنه قرأ به.
  · المعنى: لما تقدم ذِكْرُ النعم على بني إسرائيل أتبعه بقصة إبراهيم، وما أنعم عليه لانتسابهم إليه، وادعائهم أنهم على دينه، فقال تعالى: «وَإِذِ ابْتَلَى» يعني اختبر، وحقيقته أنه أمره وكلفه، {إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ} قيل: هي عشر خصال كانت فرضًا في شرعه، سنة في شرعنا، خمس في الرأس، وخمس في الجسد. أما التي في الرأس:
  المضمضة والاستنشاق، وفرق الرأس، وقص الشارب، والسواك، وأما التي في البدن: الختان، وحلق العانة، ونتف الإبط، وتقليم الأظفار، والاستنجاء بالماء، عن ابن عباس وقتادة وأبي الخلد، وقيل: ابتلاؤه بثلاثين خصلة من شرائع الإسلام، عشر منها في سورة براءة {التائبونَ} إلى آخره، وعشر في سورة الأحزاب: {إِنَّ المسلمِينَ والمسلمات} إلى آخر الآية، وعشر في المؤمنين: «قد أفلح» إلى قوله:
  {هُمُ الوارِثُونَ} وروي عشر في: {سَاَلَ سَائل} إلى قوله: {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ٢٣} فجعلها أربعين سهمًا، عن ابن عباس. وقيل:
  أمره بمناسك الحج، عن قتادة والربيع وابن عباس. وقيل: ابتلاه بسبعة أشياء:
  بالشمس، والقمر، والكواكب، والختان، وذبح ابنه، والنار، والهجرة، فَوَفَّى كلهن،