التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين 89 إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون 90}

صفحة 4095 - الجزء 6

  والعدل: خلاف الجور، ويستوي فيه الواحد والاثنين والمذكر والمؤنث، ويقال: رجال عدل وامرأة عدل، ونساء عدل، ونظيره: رجل خصم، ورجال خصم، وامرأة خصم، ونساء خصم، قال تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ}⁣[ص: ٢١] وإنما كان كذلك لأنه مصدر.

  والإيتاء بالمد الإعطاء، وبغير المد المجيء، آتى الشيء أعطى، وأتى جاء.

  والبغي: طلب التطاول بالظلم، وأصله: الطلب، ومنه: بغيت الشيء أبغيه إذا طلبته، وبغيتك الشيء طلبته لك، والبغية: الحاجة، ومنه: البغايا الإماء، الواحدة:

  بغي، والبغي: الفاجرة، بغت تبغي بغياً.

  والوعظ: التخويف، والعظة الاسم منه.

  · الإعراب: نصب (يومَ) بفعل محذوف كأنه قال: احذروا يوم، وقيل: هو متصل بما قبله أي: زدناهم عذاباً يوم القيامة، وقيل: تقديره اذكروا يوم.

  و {هُدًى وَرَحْمَةً} نصب على الحال، وقيل: ب (نزلنا).

  · النزول: قيل: كان رسول اللَّه ÷ جالساً بمكة، فمر به عثمان بن مظعون، فقال: «ألا تجلس»، فجلس، فدعاه، فبينما هو يحدثه إذ شَخَص ببصره إلى السماء ساعة، ثم أخذ يخفض بصره عن يمينه، ثم أعرض عن جليسه عثمان إلى حيث وضع بصره