التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين 89 إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون 90}

صفحة 4096 - الجزء 6

  ساعة، وجعل يصغي برأسه كأنه يسمع، ثم شخص بصره إلى السماء، ثم سري عنه، وأقبل على عثمان فسأله عثمان عن ذلك، فقال: أتاني رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه يعني جبريل، فقال: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} الآية، قال عثمان: فذلك حيث استقر الإيمان في قلبي وأحببت محمداً ÷، عن ابن عباس، وذكر بعضه الأصم.

  وعن عكرمة أن النبي ÷ قرأ هذه الآية على الوليد بن المغيرة، فقال: يا ابن أخي أعد؟ فأعاد، فقال: إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمورق، وما هو قول البشر. قال عثمان: فأخبرت أبا طالب بما نزل فقال: يا معشر العرب اتبعوا ابن أخي ترشدوا وتفلحوا.

  · النظم: يقال: كيف يتصل قوله: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} بما قبله من قوله:

  {وَيَوْمَ نَبْعَثُ} الآية؟

  قلنا: بين أنه يشهد على أممهم يوم القيامة بأنه كلف وأزاح العلة وبين وأنزل الكتاب، وأنهم فيما عوقبوا أُتوا من قبل أنفسهم، فجميع ذلك مما لا يدخل في الشهادة.

  ويُقال: كيف يتصل {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ} بما قبله؟