قوله تعالى: {ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين 89 إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون 90}
  رحمهم «وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ» جمع بينها للبيان عن تفصيل المنهي عنه، فالفحشاء كل قبيح يفعله في نفسه بما لاَ يظهره، والمنكر: ما يظهره حتى يجب إنكاره، والبغي: ما يتطاول به من الظلم لغيره، وقيل: الفحشاء الزنا، والمنكر ما ينكره الشرع، والبغي الظلم والكبر، عن ابن عباس، وقتادة، أمر اللَّه عباده بمكارم الأخلاق ونهاهم عن سفساف الأخلاق، قال ابن مسعود: أجمع آية في كتاب اللَّه هذه الآية، قال سفيان بن عيينة: العدل استواء السريرة والعلانية، والإحسان أن تكون سريرته أحسن من علانيته، والفحشاء والمنكر أن تكون علانيته أحسن من سريرته، وقيل: أمر اللَّه بالعدل فرضاً، وبإلإحسان تأديباً، وبصلة الرحم تواصلاً وشفقة، والأمر بترك الفحشاء والمنكر طاعة ونجاة، وبترك البغي منعاً عن الظلم {يَعِظُكُمْ} يخوفكم {لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} أي: لتتذكروا وتزدجروا.
  · الأحكام: قال أبو علي: يدل قوله: {وَيَوْمَ نَبْعَثُ} على أن كل عصر لا يخلو من عدول يشهدون لا يجوز عليهم الخطأ.
  ويدل قوله: {وَنَزَّلْنَا} على حدث القرآن.
  وتدل على أنه بيان وهدى ورحمة.
  وتدل أنه بيان لجميع ما يحتاج إليه في أمور الدين، وذلك يكون بوجوه:
  أحدها: أنه يوجد فيه الظن، أو يدل بواسطة كقول الرسول، وعلمنا أنه