التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم 106 ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين 107 أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون 108 لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون 109}

صفحة 4119 - الجزء 6

  · اللغة: الكُره بالضم: المشقة، والكَره بالفتح: ما أكرهت عليه، ويجوز الضم في معنى الفتح، فيكونان لغتين، والاختيار الأول، يقال: كرهت الشيء كَرهاً وكُرهاً بفتح الكاف وضمها، وكراهة وكراهية، وأكرهته عليه إكراهاً إذا حملت عليه ما يكره، وأصل الباب: الكراهة، جنس من الأعراض يضاد الإرادة، واللَّه تعالى مريد بإرادة لا في محل، كاره بكراهة لا في محل، وفي الواحد منا محلها القلب.

  الطمأنينة: السكون يقال: اطمأن الشيء إذا سكن، وطامنته سكنته، واطمأن بالمكان.

  والطبع: الختم، والطابع: الخاتم يختم به، بفتح الباء والطاء، وبكسر الباء الذي يختم به.

  · الإعراب: يقال: أين جواب قوله: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ}؟ وجواب قوله: {مَنْ شَرَحَ} وكلاهما شرط؟

  قلنا: قيل: جوابهما جميع في {فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ} لأنهما جوابان اجتمعا، أحدهما منعقد بالآخر، فجوابهما واحد، وهذا كقولهم: من يأتنا من يحسن نكرمه، يعني من يحسن ومن يأتنا نكرمه، وهذا قول الكوفيين.

  وقيل: بل قوله: {مَنْ كَفَرَ} مرفوع بالرد على (الَّذِينَ) في قوله: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ} ومعنى الكلام: إنما يفتري الكذب من كفر بِاللَّهِ، ثم استثنى {إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ} وهذا قول البصريين.