قوله تعالى: {إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون 124 ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين 125 وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين 126 واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون 127 إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون 128}
  الأصم أن أبا ذر قال لحبيب بن مسلمة لما بعثه أبو بكر الصديق إلى الشام لقتال الروم: أوصيك بتقوى اللَّه فإنها رأس كل شيء، وعليك بالجهاد فإنه رهبانية الإسلام، وصل كل صلاة وأنت تظن أنها آخر صلاة أنت صليتها، وإياك ودعوة المظلوم فإني سمعت رسول اللَّه يقول: «إنَّ العبد إذا ظلم فلم ينتصر، ولا يكن له من ينتصر له ورفع طرفه إلى السماء ناداه اللَّه لبيك عبدي أنا أنتصر لك عاجلاً وآجلاً».
  · النزول: قيل: نزل قوله: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ} إلى آخر السورة في قتلى أحد، وذلك أن المشركين مثلوا بقتلى أحد وبحمزة فقال المسلمون: إن أظفرنا اللَّه عليهم لنمثلن بهم أعظم مما مثلوا بنا، فنزلت الآية، ونهوا عن ذلك، عن الشعبي، وقتادة، وعطاء بن يسار.
  وقيل: إنه في كل من ظلم بغصب أو نحوه، فإنما يجازى بمثل ما عمل، عن مجاهد، وابن سيرين، وإبراهيم، والثوري.
  وقيل: كان هذا قبل نزول براءة حين أمر أن يقاتل من قاتله ولا يبدأ بالقتال، ثم نسخ، عن ابن عباس، والضحاك، وأنكر أبو مسلم جميع ذلك، فقال: المراد جادلهم واصبر على أذاهم فإن عاقبت فعلى قدر ما فعلوا، وأنكر الأصم حديث أُحد، وقال: لا يجوز القصاص في مثل ذلك.
  وقيل: السورة مكية، وقال جماعة: نزلت {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ} وثلاث آيات بالمدينة، عن أبي مسلم.