التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير 1 وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل ألا تتخذوا من دوني وكيلا 2 ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدا شكورا 3}

صفحة 4152 - الجزء 6

  وعيسى، قال: «ثم أخذ جبريل بيدي إلى الصخرة فصعد بي عليها، وإذا معراج إلى السماء لم أر مثلها حسناً وجمالاً، فصعدت إلى السماء الدنيا، ورأيت عجائبها، وملكوتها، وملائكتها مسلِّمين علي، ثم صعد بي جبريل إلى السماء الثانية، فرأيت فيها عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا، ثم صعد بي إلى السماء الثالثة، فرأيت فيها يوسف، ثم صعد بي إلى السماء الرابعة فرأيت فيها إدريس، ثم صعد بي إلى السماء الخامسة فرأيت فيها هارون، ثم صعد بي إلى السماء السادسة فإذا فيها خلق كثير يموج بعضهم بعضاً، وفيها الكروبيون، ثم صعد بي إلى السماء السابعة، فأبصرت فيها خلقاً وملائكة».

  وفي حديث أبي هريرة: «رأيت في السماء السادسة موسى #، وفي السماء السابعة إبراهيم #، قال: ثم جاوزناها متصاعدين إلى أعلى عليين، ووصف ما فيها، ثم كلمني ربي وكلمته، ورأيت الجنة، ورأيت النار وما - فيها، ورأيت العرش وسدرة المنتهى، ثم رجعت إلى مكة، فلما أصبحت حدثت به الناس، فكذبني أبو جهل والمشركون»، وقال مطعم بن عدي: أتزعم أنك سرت مسيرة شهرين! ثم قالوا: أخبرنا عما رَأَيْت؟ فقال: «مررت بعيرِ بني فلان، وقد أضلوا بعيرًا لهم، وهم في طلبه، وفي رحلهم قدح من ماء فشربت، فسلوهم، هل وجدوا الماء في القدح»، قالوا: هذه آية واحدة، وقال: «ومررت بعيرِ بني فلان فنفر بكر بني فلان فكسر يده فسلوهم عن ذلك»، فقالوا: هذه آية أخرى، قالوا: فأخبرنا عن عيرنا؟ قال: «مررت بها عن التنعيم»، وبين لهم أحمالها وهيأتها، وقال: «يقدمها جمل أورق عليه غراوتان مخيطتان تطلع عليكم عند طلوع الشمس»، قالوا: هذه آية أخرى، ثم