التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما 23 واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا 24}

صفحة 4187 - الجزء 6

  {أُفٍّ لَكُمْ}⁣[الأنبياء: ٦٧] وفي (الأحقاف) {أُفٍّ لَكمَا}⁣[الاحقاف: ١٧] وللعرب في (أُفٍّ) ست لغات: الحركات الثلاث تنوين وغير تنوين. أما الكسر فعلى أصل الحركة لالتقاء الساكنين، وهو الأجود، لأنه الأصل في التقاء الساكنين وترك التنوين أخف من غير إخلال، والفتح للخفة في المضاعف، والضم تشبيهاً بقبل، ويجوز الضم للإتباع.

  قراءة العامة: {جَنَاحَ الذُّلِّ} بضم الذال، وعن الحسن، وسعيد بن جبير وعاصم الجحدري بكسر الذال أي: لا تستصعب لهما.

  · اللغة: القضاء: فصل الأمر على إحكام، يقال: قضى أحكم، ومنه قول الشاعر:

  وَعَلَيْهِما مَسْرُودَتَانِ قَضَاهُمَا

  وأف: كلمة تدل على الضجر، يقال: أف وتف، قيل: الأف والتف وسخ الأصابع إذا فتلته، عن أبي عبيد، وقيل: الأف وسخ الأظفار، والتف كلما رفعت بيدك من حفير الأرض.

  والانتهار: الزجر بإغلاظ وصياح، يقال: نهره ينهره نهرًا، وانتهره انتهارًا إذا أغلظ له.

  والتربية: التنشئة، رباه يربيه تربية.

  · الإعراب: يقال: ما العامل بالباء في قوله: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا