قوله تعالى: {ولقد صرفنا في هذا القرآن ليذكروا وما يزيدهم إلا نفورا 41 قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا 42 سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا 43 تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا 44}
  · الأحكام: يدل قوله: «ليذكروا» على أنه أراد من الجميع أن يتذكروا خلاف قول الْمُجْبِرَةِ.
  وتدل على وجوب النظر في الأدلة خلاف قول الحشوية.
  وتدل على أن العلم مكتسب خلاف قول أصحاب الضرورة.
  ويدل قوله: {لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ} على دلالة التمانع بأنه لو كان قديم ثان لوجب أن يكون قادرًا لاشتراكهما في صفة القدم، ولو كانا قادرين صح من كل واحد منهما أن يريد خلاف ما يريده الآخر، فحينئذ لا يخلو من ثلاثة أوجه: إما أن لا يحصل مرادهما، وفيه نفي الواحد، أو يحصل مرادهما ويؤدي إلى اجتماع الضدين، أو يحصل مراد أحدهما، فهذا التقدير بين أن أحدهما هو القادر الذي لا نهاية لمقدوره، والآخر مقدوراته متناهية، ولا يجوز أن يكون له [سبحانه] ثان وإن حمل على ابتغاء الزلفة كأنه احتج عليهم بأنه لو كان معه آلهة أحياء لالتجؤوا إليه وتقربوا فإنهم أحق بذلك.
  ويدل «سُبْحَانَهُ» على بطلان الجبر والتشبيه وإضافة القبيح إليه.
  وتدل على أن كل شيء يدل على الصانِع وصفاته إما بنفسه ككونه قادرًا عالماً، أو بواسطة ككونه حياً، موجوداَ، مدركاً، سميعاً، بصيرًا.