قوله تعالى: {وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا 53 ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ يعذبكم وما أرسلناك عليهم وكيلا 54 وربك أعلم بمن في السماوات والأرض ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض وآتينا داوود زبورا 55 قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا 56 أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا 57}
  والوسيلة: القربة، والواسل الراغب إلى اللَّه تعالى، من ذلك قال لبيد:
  بكى كل ذي دين إلى اللَّه واسل
  · النزول: قال ابن عباس: كان المشركون بمكة يؤذون أصحاب رسول اللَّه ÷، فشكوا ذلك إليه واستأذنوا في القتال، فأنزل اللَّه تعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي} المؤمنين {يَقُولُوا} للكافرين الكلمة {الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} وهو أن يقولوا يهديكم اللَّه (إن الشيطان)، فإن ما سألوا وسوسة الشيطان هو الذي يفسد بينهم ويريد إهلاكهم.
  وقيل: نزلت في عمر بن الخطاب شتمه رجل، فأمره اللَّه بالعفو.
  وعن ابن مسعود أن نفرًا من الإنس عبدوا نفرًا من الجن، فأسلم الجن، ولم يعلم بهم الإنس، فتمسكوا بعبادتهم، فعيرهم اللَّه تعالى، وأنزل قوله: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ}.
  · المعنى: ثم أمر عباده أن يتبعوا الأحسن من الأقوال والأفعال والأديان، فقال سبحانه: «وَقُلْ» يا محمد «لِعِبَادِي» قيل: أراد المؤمنين، وهذه إضافة تخصيص وتشريف، وقيل: هو عام في جميع المكلفين «يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ» قيل: يأمروا بما أمر الله به، وينهوا عما نهى اللَّه عنه، عن الحسن، وقيل: الأحسن ما أمر اللَّه من توحيده وإجابة رسله، وقيل: هي كلمة الإخلاص وإظهار الشهادتين لا إله إلا اللَّه محمد رسول اللَّه، وقيل: «قل لعبادي» يقل بعضهم لبعض ما هو أحسن في مخاطباتهم في الرضى والغضب، قال الحسن: أن تقول: يغفر اللَّه لك يرحمك اللَّه، وقيل: قل لعبادي