قوله تعالى: {ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم 128}
  وعلى التشبيه بما يسكن، كقولك: كبد وفخذ، فأما الاختلاس فلطلب الخفة وبقاء الدلالة على حذف الهمزة.
  · اللغة: الإسلام: الانقياد والخضوع، وهو الاستسلام لأمر اللَّه.
  والذرية: النسل والأولاد، أخذ من الذَّرْءِ، وقيل: من الذَّرْي.
  والأمة: الجماعة من الناس، وأصله القصد.
  والرؤية: الإدراك للمرئي هذا هو الأصل، ثم يستعمل في العِلْمِ تشبيهًا كقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ}.
  والنسك: العبادة، يقال: رجل ناسك عابد، ومنه النسك الذبيحة؛ لأنه يُتَعَبَّدُ به، والمنسك بفتح السين هو النسك نفسه، وبكسر السين الموضع الذي يذبح فيه المناسك، والمنسك أيضا المُتَعَبَّدُ، وهو موضع العبادة.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى تمام دعاء إبراهيم، فقال تعالى: «رَبّنَا» يعني قالا «رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَينِ لَكَ» قيل: باللطف الذي نتمسك معه بالإسلام، في المستقبل، عن أبي علي.
  وقيل: احكم لنا بالإسلام، وصفنا به في المستقبل، عن أبي القاسم وأبي مسلم. قال القاضي: وذلك بعيد؛ لأن الموصوف إذا حصل له، فلا فائدة في الصفة، وقيل: ذلك لا يصح؛ لأن وصفه بذلك ثناء ومدح، وذلك مرغوب «مُسْلِمَينِ» قيل: موحدَين مخلصَين، لا نعبد إلا إياك، ولا ندعو ربا سواك، وقيل: قائمَين بجميع شرائع الإسلام، وهو الأوجه لعمومه «وَمِنْ ذُرِّيتِنَا» أي ومن أولادنا، و (مِنْ) للتبعيض، وخص بعضهم؛ لأنه تعالى أَعْلَمَ أن في ذريتهما من لا ينال عهده لما ارتكب من