التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مسطورا 58 وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا 59 وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا 60}

صفحة 4239 - الجزء 6

  وإذا دخل في الظلام والإشراق قال: أظلمنا وأشرقنا، ومنه: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ}⁣[الحجر: ٨٣].

  ويقال: ما محل (أن) الأولى والثانية في قوله: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ} من الإعراب؟

  قلنا: الأولى في محل النصب لوقوع الفعل عليه، والثانية: في محل الرفع، وتقديره: وما منع من إرسال الآية إلا تكذيب الأولين بها.

  ونصب (الشَّجَرَةَ) عطفاً على (الرؤيا)، كأنه قيل: وما جعلنا الرؤيا والشجرة.

  · النزول: قيل: قال أهل مكة: اجعل لنا الصفا ذهبا؟ فأوحى اللَّه إليه إن شئت أن أفعل ما سألوا فاسأل، فإن لم يؤمنوا أهلكتهم كما أهلكت من كان من قبلهم، وإن شئت استأنيت بهم، فقال: «لا بل استأن بهم»، فأنزل اللَّه تعالى: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ}، عن ابن عباس، وقتادة، وابن جريج.

  · المعنى: ثم زاد في الغلظة والوعيد، فقال سبحانه: «وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ» قيل: أراد نفس