قوله تعالى: {وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مسطورا 58 وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا 59 وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا 60}
  القرية بموت أهلها وانقراضهم، وقيل: أراد أهل قرية بإهلاكهم كقوله: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ}[يوسف: ٨٢] فحذف لعلم السامع به، ولدلالة الكلام عليه، واختلفوا فقيل: هذه الآية عامة في جميع القرى، فاللَّه تعالى يميت أهلها، أو يعذبهم عقوبة لهم، عن الأصم، وأبي علي، قال مقاتل: أما الصالحة بالموت، وأما الطالحة بالعذاب، وقيل: المراد بالقرى الكافر أهلها، والمراد بالإهلاك التدمير والعذاب، عن أبي مسلم. «إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا» قيل: مهلكوها بالموت أو معذبوها بعذاب الاستئصال عقوبة لهم، عن الأصم، وأبي علي، وقيل: مهلكوها بالتدمير والاستئصال، ومعذبوها عذاباً دون ذلك، عن أبي مسلم، وقيل: مهلكوها بالقتل والغارة، ومعذبوها بأنواع العذاب بالقحط والزلازل والأمراض والخوف، كل قرية سيصيبها بعض ذلك قيل: أراد به يهلكهم بسائر ما يهلكون في الدنيا، وإن لم يهلكهم يعذبهم في الآخرة، فلا محيص لهم من أحد العذابين، ذكره القاضي. «كَانَ ذَلِكَ» أي: ما أخبر به من إهلاكهم أو تعذيبهم «فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا» أي: مكتوباً في الكتاب، قيل: في اللوح المحفوظ، وقيل: في الكتاب الذي كتب لملائكته من أخبار عباده، عن أبي علي،