قوله تعالى: {وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مسطورا 58 وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا 59 وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا 60}
  والاختبار لأنه لما رجع إلى الحديبية قال أناس: قد حدثنا أنه سيدخلها، وقال بعضهم منهم أبو بكر: لم يوقت النبي صلى اللَّه عليه وعلى آله وقتاً وسيدخلها، فكان ذلك ابتلاء وامتحاناً، وقيل: هو ما رأى رسول اللَّه ÷ في منامه بني أمية ينزون على منبره فاغتم، فيما رواه سهل بن سعد، وعلى هذا التأويل قيل: الشجرة الملعونة في القرآن هي بنو أمية، يعني: وما جعلنا الرؤيا التي أريناك والشجرة إلا فتنة، وفيه قولان، قيل: هي شجرة الزقوم، وقد ذكرها اللَّه تعالى: {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ طَعَامُ الْأَثِيمِ}[الدخان: ٤٤، ٤٣]. عن ابن عباس، والحسن، وأبي مالك، وسعيد بن جبير، وإبراهيم، ومجاهد، وقتادة، والضحاك، وابن زيد، وأبي علي، والأصم، و «الملعونة» قيل: ملعوناً أكلها، عن أبي علي وجماعة، وقيل: العرب تصف الشيء الكريه بأنه ملعون، ولكراهتها تسمى بذلك، وكان فتنتهم بها قول أبي - جهل وذويه: أفي النار شجرة كيف تنبت فيها! وقيل: الشجرة الملعونة اليهود، لأنهم أصل اللعنة، والعرب تصف أصل الشيء