قوله تعالى: {وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مسطورا 58 وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا 59 وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا 60}
  بالشجرة، وتقديره: وما جعلنا الرؤيا التي أريناك وهي فتح مكة وما نصرناك على هَؤُلَاءِ اليهود مع شدة بأسهم وامتناع حصونهم إلا عذاباً [للكافرين] وفتنة لهم ليحذروا مثل ما نزل بهم، والفتنة هو أنه وعد فتح مكة، ثم أخره، وقدم فتح اليهود، فكانت محنة للفرق الثلاث، أما المؤمنون فبالنعمة التي لزمهم شكرها فيما كفوا من أمر اليهود، وفيما نصروا عليهم، وفت في أعضاد المشركين مع قلة عددهم وكثرة عدد الأعداء، وأما اليهود فيما أصابهم، وهو فتح خيبر وقتلهم وأسرهم وتغنم أموالهم، وأما المشركون فيما عرفوا من عادة اللَّه في نصر المسلمين وإعلاء كلمة الإسلام، وعلم المنافقون أن تأخر الفتح كان لما أراد من الخير من فتح خيبر بعد ما تكلموا، عن أبي مسلم. «وَنُخَوِّفُهُمْ» بما تقدم من الإهلاك وما وعد من الشجرة وغيرها «فَمَا يَزِيدُهُمْ» ذلك «إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا» أي: جاوزوا في الحد والكفر عظيماً.
  · الأحكام: تدل الآية أن اللَّه تعالى يهلك كل قرية ظالمة أو يعذبها.