التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا 73 ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا 74 إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا 75}

صفحة 4269 - الجزء 6

  ندعك تستلم الحَجَر الأسود حتى تلم بآلهتنا، فحدث نفسه وقال: «ما علي أن ألم بها واللَّه يعلم أني لها كاره ويدعونني أستلم الحَجَر» فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية، عن سعيد بن جبير.

  وقيل: سألوه ذكر آلهتهم. عن مجاهد.

  وقيل: قالوا: كف عن شتم آلهتنا وتسفيه أحلامنا، واطرد هَؤُلَاءِ العبيد حتى نجالسك، وطمع في إسلامهم، فنزلت الآية، حكاه الأصم.

  وقيل: إنهم خلوا به ليلة يكلمونه ويسألونه، فما زالوا به حتى كاد يقاربهم، فعصمه اللَّه تعالى، عن قتادة، وقال: قالوا له: ائت آلهتنا فامسسها.

  وثانيها: قيل: نزلت في وفد ثقيف، فروي أنهم قالوا: نبايعك على أن تعطينا ثلاث خصال: لا ننحني، يعني: في الصلاة، ولا نكسر أصنامنا بأيدينا، وتمتعنا باللات سنة، فقال ÷: «لا خير في دين ليس فيه ركوع ولا سجود، فأما كسر أصنامكم بأيديكم فذلك لكم، وأما الطاعة [للّات] فإني غير ممتعكم بها» وقام رسول اللَّه وتوضأ، فقال عمر: ما بالكم آذيتم رسول اللَّه، إن رسول اللَّه لا يدع الأصنام في أرض العرب، فما زالوا به حتى أنزل اللَّه تعالى هذه الآية، عن ابن عباس.