التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا 73 ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا 74 إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا 75}

صفحة 4270 - الجزء 6

  وروى عطية عن ابن عباس أن وفد ثقيف قالوا: أجلنا سنة حتى نهدي لآلهتنا، فإذا قضينا الَّذِين نهدي لآلهتنا أسلمنا وكسرناها، فهم بتأجيلهم فنزلت الآية، ذكره الكلبي. قال الأصم: وهذا لا يصح لأن السورة مكية بإجماع ولا يؤتمن الكلبي على كتاب اللَّه تعالى.

  وثالثها: قيل: أرادوا منه طرد الفقراء عن مجلسه إذا حضروا، فنهاه اللَّه عن ذلك.

  · الإعراب: «قليلاً» نصب على التمييز و «شَيئًا» نصب لوقوع الفعل عليه.

  · المعنى: ثم حكى تعالى عن الكفار ما هموا به، فقال سبحانه: «وَإِنْ كَادُوا» قربوا وهموا، وقيل: أرادوا «لَيَفْتِنُونَكَ» قيل: ليضلونك «عَنِ الَّذِي أَوْحَينَا إِلَيكَ» عن الحسن.

  وقيل: يصرفونك عن هذا القرآن بإلحاحهم عليك وتملقهم لك، وقيل: تلك الفتنة الإلمام بآلهتهم، عن سعيد بن جبير، ومجاهد، وقتادة. وقيل: أراد تأجيل وفد