قوله تعالى: {وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا 76 سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا 77}
صفحة 4276
- الجزء 6
  تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً» أي: تبديلاً، قيل: معناه لا يتهيأ لأحد أن يبطل سنة اللَّه لأنه حق والحق لا يبطل، وقيل: ما أراد اللَّه أن تجري العادة به لا يتهيأ لأحد أن يقلبه من إرسال رسول واستئصال قوم.
  · الأحكام: الآية تدل أنهم هموا بإخراج الرسول، والصحيح أنهم مشركوا مكة، لقوله تعالى {لِيُخْرِجُوكَ}.
  ومتى قيل: أليس هرب منهم؟
  قلنا: هموا بإخراجه ولم يخرجوه، ثم خرج خوفاً لما أمر بالهجرة، وندموا على خروجه، ولذلك ضمنوا المال برده.
  ومتى قيل: فإذا لم يخرجوه لِمَ عذبهم يوم بدر؟
  قلنا: لهمهم بالإخراج.
  ومتى قيل: لبثوا مدة طويلة فلم سماه قليلاً؟
  قلنا: القليل من أسماء الإضافة، وتلك المدة في جنب ما اعتقدوه من الثواء قليل.