قوله تعالى: {وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا 76 سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا 77}
  · المعنى: ثم بين تعالى أنهم لما أيسوا من إجابتهم إلى ما التمسوه كادوا له، فقال سبحانه: «وَإنْ كَادُوا» أي: أرادوا، وقيل: قاربوا «لَيَسْفِزُّونَكَ» أي: يستنزلونك ويستنهضوك، وقيل: يستفزونك يقتلونك، عن الحسن. «مِنَ الأَرْضِ» قيل: أرض مكة، هَمَّ المشركون بإخراجه، عن قتادة، ومجاهد، والأصم. وقيل: هم اليهود بإخراجه عن أرض المدينة، عن ابن عباس. وقيل: أراد جميع الكفار أرادوا أن يخرجوه من أرض العرب، عن أبي علي. «لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا» من الأرض، ولو أخرجوك لكانوا «لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا» قيل: كانوا لا يمهلون (خلفك) من بعدك أي من بعد خروجك «إِلَّا قَلِيلًا» قيل: القليل هو المدة التي تبقى بعد خروجه إلا قليلا حتى يعذبهم وينتقم منهم، عن الأصم، وأبي علي. وقيل: هو المدة بين إخراجهم له وقتلهم يوم بدر، عن ابن عباس، والضحاك. وقيل: فعلوا وهلكوا، وقيل: كفهم عن إخراجه ثم أمره بالخروج، ولما خرج أهلكهم يوم بدر بما هموا، وقيل: عني بالقليل من انفلت يوم بدر وآمنوا بعد ذلك «سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا» يعني طريقتنا فيهم كطريقتنا في من قد أرسلناه من قبل، وكسنة اللَّه في الأمم إذا فعلوا بأنبيائهم مثل هذا أن يهلكهم بعذاب الاستئصال، فما دام بين أظهرهم لا يهلكهم، فإذا أخرجوه من مأمنه أهلكهم، وقيل: سنته أن يحفظ رسله ويعصمهم حتى يبلغوا رسالاته «وَلا