قوله تعالى: {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا 78 ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا 79 وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا 80}
  ويدل قوله: «مَقَامًا مَحْمُودًا» إذا أضيف إلى ما قاله المفسرون على الشفاعة، والشفاعة عندنا ثابتة في زيادة الدرجات للمؤمنين لمن هو من أهل الجنة، فأما لأهل النار خلاف لذلك، قال اللَّه تعالى: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ}[غافر: ١٨].
  وفائدتها مزيد التفضل للمؤمنين وظهور محمد ÷ عند رب العالمين.
  فأما ما ترويه الحشوية أن الناس الَّذِينَ استحقوا النار يأتون إلى الأنبياء نبياً نبياً، ويسألونهم الشفاعة، ويذكر كل واحد ذنبه، وأنه لا وجه له في الشفاعة حتى يأتون محمداً ÷ فيشفع لهم. فلا يصح؛ لأن ذنوب الأنبياء صغائر مغفورة فلا تؤثر في حالهم، ولم تؤثر في حال نبينا محمد ÷، فثبت أنه غير صحيح.
  وأما ما يروون أنه يخرج قوم من النار، فغير صحيح؛ لأنه ثبت بالقرآن أن العقاب دائم، فإن ثبت حمل على أنه يخرجهم صح بمعنى أنه لولاه لدخلوا.