التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا 78 ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا 79 وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا 80}

صفحة 4284 - الجزء 6

  ومتى قيل: كيف أضاف الإدخال والإخراج إليه وهو فعل العبد؟

  قلنا: سأله اللطف المقرب للعبد من خير الدين والدنيا، ويحتمل أن يريد الأمن.

  «وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ» من عندك «سُلْطَانًا نَصِيرًا» أي: حجة بينة بنصره على الأعداء، عن مجاهد. وقيل: عزاً وملكاً تنصرني به على من ناوأني، وأمتنع به ممن يحاول صده عن إقامة الدين في نفسه وغيره، عن الحسن. فوعده اللَّه تعالى ملك فارس والروم، وقيل: «سلطاناً» قوة وغلبة، فنصر بالرعب، وقيل: هو فتح مكة، لأن العرب كلهم انتظروها فلما فتحت أذعنوا له.

  · الأحكام: تدل الآية على وجوب الصلاة في أوقاتها، والآية جامعة للصلوات الخمس.

  ويدل قوله: «إن قرآن الفجر» على وجوب القراءة في الصلاة خلاف من يقول: إن القراءة ليست بواجبة كان عليه وغيره.

  ويدل قوله: «نافلة» أن صلاة الليل كانت تطوعاً له، وقد اختلفوا، فقيل:

  كانت واجبة فنسخت بهذه الآية، وقيل: بل لم تلزمه قط، وهو اختيار القاضي.