قوله تعالى: {وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا 81 وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا 82 وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر كان يئوسا 83 قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا 84}
  بحقوق نعم اللَّه تعالى، وقيل: تباعد منا، عن مجاهد. وقيل: تعظّم وتكثر، عن عطاء. «وَإذَا مَسَّهُ الشَّرُّ» المضرة والشدة «كَانَ يَؤُوساً» قيل: فهو قانط من الفرج والروح، عن ابن عباس، وقتادة. فذم الإنسان بأنه يعصي عند النعمة، ويقنط عند الشدة، ولا يثق بفضل اللَّه في الحالين ولا يشكره، وهذا صفة الكافر الذي لا يعرف اللَّه تعالي حق معرفته، وسمى الأمراض والبلايا والفقر شرًا؛ لأنه شر عند الكفار، ولأن الطباع تنفر عنه وتكرهه، وإلا فهو في الحقيقة صلاح وخير وحكمة، وتحصل عليه من الأعواض الجسيمة ما يتمنى المرء أن تكون جميع أيامه كان كذلك، وحذف ذكر المؤمن لدلالة الكلام عليه، وأن صفته بخلاف هذه الصفة، فإنه يشكر عند النعمة، ويصبر وبنتظر الفرج عند الشدة «قُلْ» يا محمد «كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ» أي: كل أحد من المؤمن والكافر يعمل على طريقته وسنته التي يختارها لنفسه، عن الفراء، والأصم. وقيل: ما هو أشكل بالصواب وأولى بالحق عنده، عن أبي علي. وقيل: على طبيعته، عن مجاهد،