قوله تعالى: {وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا 81 وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا 82 وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر كان يئوسا 83 قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا 84}
  «وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ» يعني: ننزل بالقرآن «مَا هُوَ شِفَاءٌ»، وجه الشفاء في القرآن وجوه:
  منها: ما فيه من البيان الذي يزيل عمى الجهل وحيرة الشك.
  ومنها: أنه برهان وجهة المعجز يدل على صدقه ÷.
  ومنها: أنه يدفع اللَّه به كثيرًا من المكاره.
  ومنها: ما في تلاوته من الأجر والثواب.
  ومنها: ما فيه من أدلة التوحيد والعدل وبيان الشرائع والأمثال والحكم.
  «وَرَحْمَةٌ» أي: نعمة «لِلْمُؤْمِنِينَ» وخصهم به لأنهم هم المنتفعون به وإلا فهو رحمة للجميع «وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا» يعني لا يزيد هذا القرآن الكافرين إلا خسراناً لأنه يكفر به ولا يعيه، وقيل: «خسارا» ضلالاً، وقيل: هلاكاً، عن الأصم. وقيل: لا يزيد ترك العمل به وترك قبوله إلا عمى لمن لم يعمل به «وِإذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإنسانِ أَعْرَضَ» يعني الكفار، فهو عام والمراد به الخاص، أعرض عن ذكر اللَّه ø وعن الشكر «وَنَأَى بِجَانِبِهِ» أي: بعد بنفسه عن القيام