التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا 88 ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس إلا كفورا 89}

صفحة 4300 - الجزء 6

  وثانيها: أن شرائعه كانت باقية فبقيت معجزاته حتى يكون قيام ذلك كقيام صاحب الشرع.

  وثالثها: كونه نعمة حيث كان طريقاً إلى الحق والدين، وتقرير إعجاز القرآن كونه ÷ هو الذي كان بمكة وهاجر إلى المدينة وادعى النبوة، وجاء بالقرآن معلوم ضرورة لا يقع فيه شبهة يبقى الكلام في مواضع يسألون عنها:

  منها: قولهم: لم قلتم إن دواعيهم كانت متوافرة على المعارضة ولم يفعلوا؟

  ومنها: لِمَ قلتم: إنهم لم يعارضوا في الحال ولا بعده.

  ومنها: ما الأمان أن يقدر الجن والإنس على المعارضة؟

  ومنها: لم قلتم إن التعذر لأجل مزية القرآن ترجع إليه؟

  ومنها: كيف علم المعجز أنه معجز حتى لزمهم اتباعه؟

  ومنها: وجه إعجاز القرآن، وهي ثمانية فصول، بمعرفتها يتم معرفة إعجاز القرآن.

  أمَّا الأول: فيقال: لم قلتم: إنه تحدى؟

  قلنا: لوجهين:

  أحدهما: ما علم ضرورة.

  والثاني: ما فيه من آيات التحدي، ومن مشايخنا من قال: إنه وإن لم يتحد كان يجب إذا سمعوا كلاماً مثل هذا الكلام أن يأتوا بمثله؛ لأن هذه الطباع بنيت على