التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا 88 ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس إلا كفورا 89}

صفحة 4302 - الجزء 6

  وسادسها: أن يكون موجباً لطاعتهم له وانقيادهم لأمره ونهيه.

  وسابعها: أن يخوفهم بأعظم الوعيد، ويرغبهم بأعظم الوعد.

  وثامنها: أن يكون جامعاً لرئاسة نفسه، مبطلاً لرئاستهم.

  وتاسعها: أن يكلفهم حقوقاً في النفس والمال، وما ينفر طبائعهم عنها.

  وعاشرها: أن ينزل بهم الذل والاستخفاف إذا هم عدلوا عن اتباعه.

  وحادي عشرها: أن ينقص منهم فيما يتفاخرون به من الفصاحة.

  وثاني عشرها: أن يحوجهم إلى الإخلال بالأوطان، ومفارقة الأهل والعشيرة.

  وثالث عشرها: أن يحوجهم إلى المقاتلة مع ما فيه من المخاطرة.

  ورابع عشرها: أن توظف عليهم الجزية مع ما فيه من الصغار.

  وخامس عشرها: أن يبيح دماءهم وأموالهم وسبيهم وسبي ذراريهم، وكل ذلك داع إلى المعارضة خصوصاً مع ما جبلت عليه العرب من الحمية والتباعد من العار.

  فأمَّا الفصل الرابع: يقال: لم قلتم: لم يعارضوه؟

  قلنا: لو عورض لنقل؛ إذ الدواعي كانت إلى نقل المعارضة أكثر من الدواعي إلى نقل القرآن من وجوه:

  منها: أن القرآن كان شبهة، ومعارضتهم حجة.