التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا 88 ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس إلا كفورا 89}

صفحة 4303 - الجزء 6

  ومنها: أن أعداءه كانت أكثر.

  ومنها: أنهما كانا في عهد واحد، فيستحيل أن يقع النقل في أحدهما دون الآخر.

  ومنها: أن المعارضة الركيكة نقلت عما روي عن مسيلمة وغيره، ولو كان ثم معارضة صحيحة لكان بالنقل أولى.

  فأمَّا الفصل الخامس: يقال: ما الأمان أن في الجن من يقدر عليه؟

  قلنا: الجواب عنه من وجهين:

  أحدهما: أنا نعتبر نقض عادتنا.

  والثاني: أن الجن تعرف بالقرآن وتعلم، فلا معجزة إلا ويصح هذا السؤال عليه.

  فأمَّا الفصل السادس: فيقال: لم قلتم: إن المعجز لمزية القرآن بخلاف المعتاد؟

  قلنا: لولا ذلك لأتوا به وإن قرب منه، ولقالوا: فضل ما بين القرآن وكلامنا يفضل ما بين كلام بعضنا لبعض لكان مخرج من كونه حجة، فدل أنه اختص بمزية من الفصاحة خارجة عن العادة من حال العرب ما ذكرنا.

  [.....]