التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا 90 أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا 91 أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا 92 أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا 93}

صفحة 4304 - الجزء 6

  فأمَّا الفصل الثامن: فعندنا وجه الإعجاز أنه اختص بمزية من الفصاحة خارجة عن العادة، فلا رتبة في الفصاحة أعلى من رتبة القرآن، ومنهم من قال: وجه الإعجاز منعهم أن يأتوا بمثله، وصرفهم عن ذلك، ومنهم من قال: بل ما فيه من أخبار الغيوب، ومنهم من قال: نظمه معجز، وإذا ثبت عجزهم فلأي وجه ثبت تم الغرض.

  والكلام في هذا يختص كتب الكلام إلا أنا أشرنا إلى جملة ليقف الناظر في كتابنا هذا من كل علم على جملة.

قوله تعالى: {وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا ٩٠ أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا ٩١ أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا ٩٢ أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا ٩٣}

  · القراءة: قرأ عاصم وحمزة والكسائي: «تَفْجُرَ» بفتح التاء، وسكون الفاء، وضم الجيم مخففة، واختاره أبو حاتم، قال: لأن الينبوع واحد، وقرأ الباقون بالتشديد وضم التاء وكسر الجيم وفتح الفاء على التفعيل الذي هو التكثير، واختاره