التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ذلك جزاؤهم بأنهم كفروا بآياتنا وقالوا أإذا كنا عظاما ورفاتا أإنا لمبعوثون خلقا جديدا 98 أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم وجعل لهم أجلا لا ريب فيه فأبى الظالمون إلا كفورا 99 قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا 100}

صفحة 4320 - الجزء 6

  ثم بيّن تعالى أنه أحسن نظرًا لعباده منهم لأنفسهم فبين كثرة إنعامه عليهم وأنهم لو ملكوا جميع ذلك لأمسكوا عن إنفاقها خوفاً من الفقر، فقال سبحانه «قُلْ» يا محمد: «لَوْ أَنْتُمْ» قيل: خطاب للمشركين خاصة، عن الحسن، والأصم، وأبي علي. وقيل: لجميع الخلق؛ لأن الغالب فيهم هذه الحالة «تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي» قيل: أملاك ربي، وخزائنه مقدوراته، ورحمته رزقه «إِذاً لأَمْسَكْتمْ» عن الإعطاء والإنفاق «خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ» خشية إنفاقه، وفي الآية حذف وإضمار تقديره: لو ملكتم خزائن ربي لأمسكتم من الإنفاق خشية إنفاقه «وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا» بخيلاً، عن ابن عباس، وقتادة، والأصم. وهو جواب لقولهم: تفجر لنا من الأرض ينبوعا فينبع. وقيل: وصف الإنسان بالبخل لأنه يحتاج، فإذًا يمسك لنفسه ويوم حاجته.

  · الأحكام: يدل قوله: «ذلك جزاؤهم» على أن العقاب يستحق على الأعمال خلاف قول الْمُجْبِرَة.

  وتدل على أن الكفر والإمساك والقتر والظلم فعلُهم، فيبطل قولهم في المخلوق.

  وتدل على إثبات المعاد والاحتجاج فيه، فإن قالوا «أَوَلَمْ يَرَوْا» احتجاج بأن