التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم فقال له فرعون إني لأظنك ياموسى مسحورا 101 قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر وإني لأظنك يافرعون مثبورا 102 فأراد أن يستفزهم من الأرض فأغرقناه ومن معه جميعا 103 وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا 104}

صفحة 4322 - الجزء 6

  المؤمنين علي بن أبي طالب #، روي أنه قرأ كذلك، ثم قال: واللَّه ما علم عدو اللَّه ولكن موسى هو الذي علم، وليس بثابت عن جهة صحيحة عن علي. وجميع القراء على الفتح خطاباً لفرعون، احتج ابن عباس لهذه القراءة بقوله: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ}⁣[النمل: ١٤] واحتج أبو عبيد بأن موسى لا يحتج بعلم نفسه على فرعون إنما احتج بعلمه.

  قراءة العامة: «فَاسْأَلْ» على الأمر، وقراءة ابن عباس: ([فَسَالَ] بني إسرائيل) على الخبر، أي: سأل موسى فرعون لبني إسرائيل أن يخلي سبيلهم، ويرسلهم معه.

  · اللغة: السحر: التمويه بالحيلة، والمسحور: المموَّه.

  والثبور: الهلاك، ثبره اللَّه يثبره بضم الباء وكسرها لغتان.

  والاستفزاز: الإزعاج والإخراج بسرعة، وأصلة القطع، فززت الثوب قطعته.

  واللفيف: الجمع، مصدر لففته لفاً ولفيفاً، وسواء قولك: لففت الشيء وجمعته.