التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم فقال له فرعون إني لأظنك ياموسى مسحورا 101 قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر وإني لأظنك يافرعون مثبورا 102 فأراد أن يستفزهم من الأرض فأغرقناه ومن معه جميعا 103 وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا 104}

صفحة 4323 - الجزء 6

  · الإعراب: نصب «بصائرَ» قيل: ب (أنزل)، وقيل: بإضمار وجعلها بصائر.

  · النظم: يقال: كيف تتصل قصة موسى وما آتاه عن الآيات بما قبلها؟

  قلنا: قيل: فيه وجوه:

  أحدها: اتصال وصفه بالجود بوصفهم بالبخل فما أعطي من الآيات دل على جوده الذي كل جود في جنبه بخل، عن علي بن عيسى.

  وثانيها: اتصلت بذكر ما اقترحوا من الآيات بأنا آتينا موسى تسع آيات فلم يؤمنوا، كما آتيناك المعجزات فلم يؤمنوا.

  وثالثها: تسلية للنبي صلى اللَّه عليه في تكذيبه من قومه على ما تقدم ذكره بذكر ما آتى موسى من الحجة، ومع ذلك كذبوه حتى أهلكناهم كذلك قومه.

  · المعنى: ثم ذكر قصة موسى فقال سبحانه: «وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى» أي: أعطينا موسى «تِسْعَ آيَاتٍ» أي تسع معجزات حجة على نبوته، واختلفوا فيها، فقيل:

  العصا، واليد، واللسان، والبحر، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع،