التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا 105 وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا 106 قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا 107 ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا 108 ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا 109}

صفحة 4329 - الجزء 6

  بعث خاتم النبيين «وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ» يعني يسجدون «يَبْكونَ» من خشية العقاب «وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا» أي: علمهم بِاللَّهِ وصدق وعده ووعيده، يزيدهم خضوعاً، وقيل:

  عرفوا ما في كتبهم، فلما عرفوا ما في القرآن ازدادوا إيماناً وخشوعاً.

  · الأحكام: تدل الآية على عظيم منزلة القرآن، وأنه أنزله بحق وصدق.

  وتدل على أنه أنزل ليقرؤوه ويُؤمِنُوا به خلاف من يقول: أنزله ليكفروا به.

  وتدل على أن قراءة القرآن يجب أن تكون على مكث وتأني ليصح التدبر، وقد روي عن علي بن موسى القمي أن النبي ÷ كانت قراءته بينة يتثبت فيها.

  وتدل على حدوثه؛ لأن ما يصح إنزاله لا يكون قديماً.

  وتدل على مدح قوم سجدوا وخضعوا وبكوا عند قراءة القرآن.

  وتدل على أن المبطل وبخ بذكر المحق.

  وتدل على أن قراءة القرآن عبادة.

  وتدل على أن السجود والبكاء والخضوع فعلُهم، فيصح قولنا في المخلوق.