قوله تعالى: {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا 110 وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا 111}
  وقيل: كان يصلي في دار أبي سفيان بن الحارث عند الصفا ويجهر بقراءته، فمر به أبو جهل وقال: لا تفتر على اللَّه، فخفض صوته، فقال: ألا ترون كيف رددته عن قراءته، فنزلت الآية، عن مقاتل.
  وقيل: كان مختفيًا في دار أرقم بن أرقم فأمر بذلك كيلا يؤذيه الكفار إذا سمعوا صوته وحتى يسمعه من معه من المؤمنين، حكاه الأصم.
  وقيل: نزلت في أبي بكر وعمر ®، أمر أبا بكر أن يجهر وكان يخفي، وأمر عمر أن يخفي وكان يجهر، عن ابن سيرين.
  وقيل: نزلت في التشهد، كان الأعرابي يجهر ويرفع صوته، فنزلت الآية، عن عائشة.
  فأما قوله: «وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ»:
  قيل: قالت اليهود: عزير ابن اللَّه، وقالت النصارى: المسيح ابن اللَّه، فقالت الأعراب: لبيك لا شريك لك إلّا شريكاً هو لك، وقالت المجوس:
  لولا أولياء اللَّه لذل، فنزلت الآية، عن محمد بن كعب.
  · المعنى: ثم علم كيفية القراءة والتحميد فقال سبحانه: «قُلِ» يا محمد لهَؤُلَاءِ «ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا» يعني بأي الاسمين دعوته جاز للمساواة؛ لأن جميع ذلك