قوله تعالى: {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا 110 وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا 111}
  يفيد التعظيم «فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى» المعنى جميع أسمائه حسن لأن أسماءه تنبي عن أفعاله أو عن صفاته لمن يصفه، إما أن يصفه بصفات ذاته ككونه قادرًا، عالماً، حياً، سميعاً، بصيرًا، قديماً، أو يصفه بصفات ترجع إلى فعله وكلها حسنة، كقوله: خالق، ورازق، وعدل، ومحسن، ومصور، ومنشئ «وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا» قيل: لا تجهر بدعائك ولا تخافت به، عن مجاهد، وعطاء، والنخعي، ومكحول، وروي نحوه عن ابن عباس. وقيل: بالقرآن في الصلاة، وكانوا يؤذونه إذا جهر ولا يسمع من خلفه إذا خافت، عن ابن عباس، وقتادة. وقيل: لا تجهر بصلاتك بإشاعتها عند من يؤذيك ولا تخافت بها عند من يلتمسها منك، عن الحسن. وقيل: لا تجهر بصلاتك كلها ولا تخافت بها كلها «وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا» بأن تجهر بصلاة الليل وتخافت بصلاة النهار، عن الهادي يحيى بن الحسين @، وهو قول أبي مسلم، وقيل: لا تصل [مراءاة] للناس ولا تدعها مخافة الناس، عن ابن عباس. وقيل: كان أهل الكتاب يخافتون ثم يجهر أحدهم بالحرف فيضج ويضج من وراءه من قراءته، فتهاه عن مثل فعلهم ذلك، عن ابن زيد. وقيل:
  لا تجهر جهرًا تشغل من بقربك ولا تخافت حتى لا تسمع نفسك، عن أبي علي. «وَابْتَغِ» أي: اطلب «بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا» طريقاً وهو ما أمرك اللَّه تعالى