قوله تعالى: {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا 110 وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا 111}
  · الأحكام: تدل الآية على أن إظهار الانقطاع إلى اللَّه تعالى عبادة.
  وتدل على أن له الأسماء الحسنى، فتدل على أن الاسم غير المسمى.
  وتدل على أنه يستحب تقديم الأسماء الحسنى قبل المسألة.
  وتدل على أنه لا يفعل الظلم والقبيح، لأن أسماءه حينئذ لا تكون حسنة، لأن أسماءه تشتق من أفعاله، كما يسمى عادلاً بفعله العدل، ورازقاً بفعله، ومحسناً، كذلك لو فعل الظلم لكان يسمى ظالماً.
  وتدل على أن الألقاب لا تجوز عليه، لأنه لا معنى تحتها، فتكون حسنة.
  وتدل على أنه يجب معرفة معاني الأسماء، ثم يدعوه بها ليعلم أنه يدعوه بما هو حسن.
  وتدل على أن المشروع في القرآن والصلاة سبيل بين الجهر والإخفاء، وقد بينا ما قيل فيه، وذكر إسماعيل بن إسحاق أن أبا بكر كان يخافت، ويقول: أناجي ربي وأتضرعه، وكان عمر يجهر ويقول: أوقظ الوسنان، وأخسئ الشيطان، وأرضي الرحمن.
  وتدل على تعظيمه تعالى، ونفي ما لا يجوز عليه من الشريك والولد وصفات النقص والأفعال القبيحة، ولا يجوز أن يوصف بأضداد ذلك، وقوله «وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا» تأكيداً لذلك.
  وتدل على أن الدعاء والقراءة فعل العبد، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق.