التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا 110 وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا 111}

صفحة 4334 - الجزء 6

  «وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ» قيل: الثناء الحسن والصفات العلا كلها له، وقيل: الشكر كله له على نعمه لأن النعم كلها منه، والأول أولى.

  ثم وصف نفسه فقال: «الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً» لأنه لو كان له ولد لم يكن إلهاً وكان جسماً، ولأن من جاز عليه الولد يكون محتاجاً فلا يعلم أنه منعم، وإنما يعلم أنه منعم بأفعاله حيث لا تجوز عليه الحاجة والضر والنفع، وقيل: ولد يلهو به، وقيل: يتكثر به «وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ» أي: في الإلهية لأنه لو كان له شريك لم يعلم أنه المختص بالنعم «وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ» أي: ناصر، لأنه لو كان له ناصرًا وولي لجاز أن يكون هو المنعم، ولكان شريكاً لله تعالى اللَّه عن ذلك «مِنَ الذُّلِّ» قيل: من أهل الذل، لأن الكافر والفاسق لا يكون ولياً لله، وقيل: ليس هناك ذل فكان يحتاج إلى ولي وناصر، قال مجاهد: لم يذل فيحتاج إلى من يتعزز به، يعني هو القادر بنفسه، العزيز الغني، وكل ما عبدوا وادعوا من دون اللَّه ذليل مقهور «وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا» أي: عظمه تعظيماً، بأن تعتقد عظمته، وتثني بذلك عليه، وقيل: كبره من أن يحتاج إلى ولد وولي، وقل في الصلاة: اللَّه أكبر، وقيل: كان رسول اللَّه ÷ يعلم أهله الصغير والكبير هذه الآية، عن قتادة.