قوله تعالى: {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا 1 قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا 2 ماكثين فيه أبدا 3 وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا 4 ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا 5 فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا 6}
  · اللغة: العَوج بالفتح: فيما يُرَى كالقناة والخشبة، وبالكسر فيما لا يرى كالدِّين والكلام.
  والإنذار: التخويف بموضع المخافة ليتقى، والنذير فعيل منه وجمعه:
  نذر.
  والباخع: القاتل المهلك، يقال: بخع الشاة إذا بالغ في ذبحها، وبخع له بالطاعة إذا بالغ في ذلك، وبخع له بحقه. إذا أقر به وبالغ فيه، وبخع الرجل نفسه أي: أهلكها، بخع نفسه يبخعها بخعاً وبخوعاً إذا قتلها، قال ذو الرمة:
  ألا [أيُّهَذَا] الباخعُ الوَجْدُ نَفْسَهُ ... لشَيْءٍ نَحَتْهُ عَنْ يَدَيْهِ المَقادِرُ
  والأسف: الحزن على ما فات.
  · الإعراب: نصب «قيِّماً» صفة للكتاب وليس بعطف على (عوج)، تقديره: أنزل الكتاب قيماً، وقيل: فيه تقديم وتأخير، أي أنزل الكتاب قيماً ولم يجعل له عوجاً، عن ابن عباس، وقتادة وغيرهما.
  وقوله: «أجرًا» موضعه نصب لوقوع الفعل عليه وهو: يبشر.