قوله تعالى: {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا 1 قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا 2 ماكثين فيه أبدا 3 وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا 4 ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا 5 فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا 6}
  و «حسناً» نعت للأجر.
  «ماكثين» قيل: نصبا على الحال، أي لهم أجر حسناً في حال مكثهم.
  ونصب «ويبشر وينذر» قيل: على تقدير لكي يبشر ولكي ينذر.
  «كَلِمَةً» قيل: نصب، قيل: على تقدير: كبرت الكلمة كلمة، فنصب على التفسير كقولهم: نعم رجلاً زيد، وقيل: نصب على التعجب أي: أكبرته الكلمة يعني ما أكبر هذه الكلمة، وقيل: على التمييز كقوله: {وَسَاءَتْ مُرتَفَقًا}، كأنه قيل:
  كبرت تلك الخصلة كلمة، وكسر (إنْ) في قوله: «إن لم يؤمنوا» الآية في معنى الجزاء ولو فتحت في مثل هذا جاز.
  «نَفْسَكَ» نصب ب «باخع» كأنه قيل: تبخع نفسك، ومن حذف التنوين كسر السين على معنى لعلك تهلك نفسك.
  «أسفاً» نصب على الحال في حال الأسف، وقيل: تقديره: من الأسف.
  · النزول: قيل: نزل قوله: «الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا» في قريش، قالوا: الملائكة بنات اللَّه، عن الحسن، وابن إسحاق، والأصم. وزاد الأصم: أنهم قالوا ذلك لأوثانهم.
  وقيل: نزلت الآيات في حيي بن أخطب وجماعة من اليهود قالوا: عزير ابن اللَّه.