التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا 1 قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا 2 ماكثين فيه أبدا 3 وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا 4 ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا 5 فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا 6}

صفحة 4343 - الجزء 6

  وهي تسلية، أي: حزنك عليهم لا ينفع فلا تحزن، وقيل: «بَاخِعٌ نَفْسَك» قاتل نفسك، عن قتادة. وقيل: «عَلَى آثَارِهِمْ» على إدبارهم عنك وتكذيبهم إياك «إِنْ لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ» يعني القرآن «أَسَفًا» قيل: حزناً، عن الحسن. وقيل: غضباً، عن قتادة. وقيل: جزعاً، عن مجاهد.

  · الأحكام: تدل الآية الأولى على تعليم الله تعالى عباده كيف يحمدونه وكيف يمجدونه.

  وتدل على وجوب الشكر على إنزال القرآن لأنه الأصل في الدين، وقد بينا ذلك من قبل.

  وتدل على حدث القرآن من حيث وصفه بالإنزال وبالحديث من حيث جعله نعمة.

  ويدل قوله: «قيّماً» على أنه مستقيم في باب الدلالة، فإنه ثابت دائم.

  وتدل على أنه محروس محفوظ على الأنام من التغيير والزيادة والنقصان خلاف قول الإمامية.

  وتدل على أن المقصد بالقرآن للإنذار والتخويف الانتهاء عن المعصية ولو كانت الأفعال خلقاً له لم يصح الإنذار.