قوله تعالى: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا 7 وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا 8}
  · الإعراب: «أَيُّهُمْ» رفع على الابتداء لأن ما قبل حرف الاستفهام لا يعمل فيما بعده، ومثله: {أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا}.
  [«صَعِيدًا»] نصب ب (جاعلون).
  · المعنى: ثم بيَّن تعالى. أنه ابتلاهم بالنعمة، وأن جزاءهم عليه ومصيرهم إليه، فقال سبحانه: «إِنَّا جَعَلْنَا» خلقنا «مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا» أي: حلية، قيل: هي الأشجار، والثمار، والذهب، والفضة، والأواني، والدواب، والمواشي، وسائر ما ينتفع به، وقيل: أراد به الرجال خاصة، عن الضحاك. «لِنَبْلُوَهُمْ» أي: نعاملهم معاملة المختبر المبتلي، والابتلاء والاختبار والامتحان نظائر، واللَّه تعالى كلفهم ليظهر الشاكر من الكافر وإن كان عالماً بما يؤول إليه حالهم.
  ومتى قيل: كيف تكون زينة الدنيا ابتلاءً؟
  قلنا: لأن الشهوة تتعلق بها، ولا يصح التكليف إلا بها وفيها حرام يجب الامتناع منه، وإذا امتنع وجب الثواب، وإن أقدم وجب العقاب، وفيها الحلال يجب الشكر عليه وإنفاقه في مواضعه، عن أبي مسلم.
  وقيل: الابتلاء فيه أن تستعمل تلك الزينة في طاعته دون معاصيه، عن أبي علي.