قوله تعالى: {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا 7 وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا 8}
  «أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا» أي: ليظهر منهم ما كان معلوماً ليكون الجزاء على قدر العمل والأحسن عملاً الأعمل بطاعة اللَّه والأطوع له، وقيل: حسن العمل: الاستقامة على السنة «وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا» يعني مخربون الأرض بعد عمارتها بجعل ما عليها صعيداً؛ أي: أرضاً «جُرُزاً» قيل: يابساً لا نبات عليه، وقيل: بلقعاً، عن مجاهد. وقيل: أرضاً محصوداً [كل ما] كان عليها؟
  أي: قطع.
  · الأحكام: تدل الآية على أن جميع ما في الأرض زينة لها، وعلى عظيم نعم اللَّه على الخلق بها.
  وتدل على أنه فعل ذلك لمكان التكليف.
  وتدل على أنه أراد منهم العمل الصالح لولا ذلك لما قال: {أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}.
  وتدل على أنها تصير بلقعاً لا نبت عليها، وأنها كذلك عند انقطاع التكليف وفناء الأجسام، وثبوت أشراط الساعة.
  ويدل قوله: {أَحْسَنُ عَمَلًا} أن أفعالهم حادثة من جهتهم، لولا ذلك لما صح الابتلاء، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق.