التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها إذ يتنازعون بينهم أمرهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا 21}

صفحة 4385 - الجزء 6

  وقيل: رؤساء البلد، عن أبي علي. «لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا» أي: متعبداً وموضعاً للسجود والعبادة.

  · الأحكام: تدل الآية على صحة البعث والإعادة.

  ومتى قيل: فما وجه الاستدلال بحالهم؟

  قلنا: وجوه:

  منها: إعادة عقولهم بعد سلبها، كذلك يجوز إعادة حياتهم لأن الحياة والعقل مما يختص القديم تعالى بالقدرة عليها.

  ومنها: سلامة البدن وبقاء الحياة تلك المدة الطويلة من غير تغيير ولا غذاء بخلاف العادة، فمن قدر عليه قدر على الإعادة.

  ومنها: أن القوم استبعدوا البعث حيث لم تجر العادة به، فأراهم أن النوم تلك المدة أبعد في الوهم، فإذا جاز ذلك جاز هذا.

  ومنها: أن الإيقاظ بعد النوم كالبعث بعد الموت.

  وتدل على أنهم اتخذوا على باب الكهف مسجداً، فيدل أنهم كانوا مؤمنين، وقد روي أنهم كتبوا أخبارهم على باب الكهف.

  وتدل على أن المنازعة فعلهم، فيصحح قولنا في المخلوق.