قوله تعالى: {وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها إذ يتنازعون بينهم أمرهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا 21}
  «وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيبَ فِيهَا» أي: القيامة لا شك في كونها، أي: ليعلموا ذلك.
  ومتى قيل: ما كان سبب الاطلاع؟
  قلنا: الدراهم التي بعثوا بها لشراء الطعام، وكانت من ضرب الملك الذي هربوا منه، فأخذوه وقالوا إنه وجد كنزاً، فأخبرهم بحالهم، عن أبي علي.
  «إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَينَهُمْ أَمْرَهُمْ» قيل: لما ظهروا عليهم أماتهم اللَّه تعالى، فاختلفوا، فالمسلمون قالوا: نتخذ عليهم مسجداً لأنهم على ديننا، وقال المشركون: بنياناً لأنهم على ديننا؛ فهذا تنازعهم، عن ابن عباس. وقيل: تنازع المسلمون والكافرون في البعث فاحتجوا بأصحاب الكهف، عن الأصم. وقيل: تنازعوا فقال بعضهم لبعض: ماتوا في الكهف، وقال بعضهم: بل عادوا نياماً فقالوا: ربكم أعلم بهم، عن أبي عليٍّ. وبنوا بنياناً، وقيل: أعمى اللَّه عليهم مكانهم فلا يهتدوا فبنوا ثَمَّ بنياناً، وقيل: اختلفوا فقال المسلمون: البعث للأجساد والأرواح، وقال المشركون: البعث للأرواح، فبعثهم اللَّه ليعلموا أن البعث للأجساد والأرواح، عن عكرمة. وقيل: تنازعوا في قدر مكثهم ولبثهم، وقيل: تنازعوا في عددهم «فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ» أنهم أحياء أم نيام، وقيل: لما رأوهم عادوا نياماً، وقيل: بل ماتوا، وقيل: لا يموتون إلى يوم القيامة «قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ» قيل: الملك المسلم وأصحابه، وقيل: أولياء أصحاب الكهف من المؤمنين،