قوله تعالى: {سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا 22 ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا 23 إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا 24 ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا 25 قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض أبصر به وأسمع ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا 26}
  · الإعراب: «رجماً» نصب على المصدر أي: يرجمون رجماً، كقوله: يظنون ظنا، (أقرب) أفعل وهو لا ينصرف.
  ومتى قيل: لم قال: «وثامنهم» بالواو ولم يقل لما قبله بالواو؟
  قلنا: لأن الأول جاء على صفة بالجملة، والثاني عطف على الجملة، وفرق بينهما لأن السبعة أصل المبالغة في العدد لذلك قال: {إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً}[التوبة: ٨٠]، عن علي بن عيسى. وقيل: كان العقد عند العرب سبعة كما عندنا عشرة، وكانوا يذكرون العدد إلى سبعة بغير واو فإذا بلغوها قالوا: وثمانية، فجاء الكلام على عادتهم، ونظيره: {وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ}[التوبة: ١١٢]، {وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا}[الزمر: ٧٣]، {ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا}[التحريم: ٥]، وقيل: هو واو التحقيق كأنه حكي اختلافهم ثم حكى أن ثامنهم كلبهم فهو تحقيق أنهم سبعة، وتقديره: وسيقول كذا وطائفة كذا، والعد سبعة وثامنهم كلبهم في معنى قول أبي مسلم. وقيل: دخول الواو وحذفه سواء، ولا تدل الآية على صحة عدد، عن أبي علي. وقيل: قوله: (ثالثهم ورابعهم) على مذهب من يقول ثالث اثنين ورابع ثلاثة لا على لغة من يقول: ثالث ثلاثة، ورابع أربعة.