قوله تعالى: {سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا 22 ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا 23 إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا 24 ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا 25 قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض أبصر به وأسمع ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا 26}
  ومتى قيل: لِمَ قال: «سِنِينَ» ولم يقل سنة؟
  قلنا: قيل: إن هذا على الانتظار كأنه قيل: ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة فلم يُدر أيام أم شهور، ففسره فقال: «سِنِينَ»، وقيل: هو على التقديم أي: لبثوا ثلاثمائة.
  · النزول: قيل: اجتمع عند النبي ÷ السيد والعاقب في أصحابهما من وفد نجران أصحاب المباهلة وهم نصارى، فجرى ذكر أصحاب الكهف، فقال السيد وكان يعقوبياً: كانوا ثلاثة رابعهم كلبهم، وقال العاقب وكان نسطوريًا: خمسة سادسهم كلبهم، وقال المسلمون: كانوا سبعة ثامنهم كلبهم، فحقق اللَّه قول المسلمين ونزل قوله: «سيقولون ..» الآية، عن ابن عباس.
  فأما قوله: «وَلا تَقُولَنَّ ...» الآية:
  قيل: سئل النبي ÷ عن المسائل الثلاث: قصة أصحاب الكهف، وذي القرنين، والروح، فوعد أن يجيبهم ولم يستثنِ، فانقطع الوحي أياماً، تأديباً له، عن جماعة من المفسرين، وأنكر ذلك الأصم وجماعة.
  فأما قوله: «قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا»:
  قيل: إن نصارى نجران قالوا: أما الثلاثمائة فقد عرفناها، وأما التسع فلا علم لنا بها، فأنزل اللَّه تعالى «قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا»، عن الكلبي.