قوله تعالى: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا 30 أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق متكئين فيها على الأرائك نعم الثواب وحسنت مرتفقا 31}
  بِاللَّهِ ورسوله «وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ» يعني ما يوجب عليهم من الطاعات «إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً» أي: لا نضيع أجر محسن على إحسانه وتوفيته أجره من غير بخس.
  ثم بيّن ذلك الأجر فقال سبحانه: «أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ» بساتين «عَدْنٍ» قيل:
  جنات الخلد، عن أبي علي، وأبي مسلم. لأن العدن هو الإقامة، وقيل: عدن اسم من أسماء الجنة، عن الحسن. وقيل: العدن إحدى الجنان الأربع، عن الأصم. «تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنهَارُ» أي: يجري تحت أبنيتها وأشجارها الماء في الأنهار «يحَلَّوْنَ فِيهَا» أي: يزينون فيها «مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ» قيل: على كل واحد ثلاث أساور، واحد من فضة، وواحد من ذهب، وواحد من لؤلؤ وياقوت، عن سعيد بن جبير. «وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ» قيل: السندس ما رق من الديباج، والإِستبرق ما غلظ منه، وقيل: وإستبرق الديباج طورًا لباسها «مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ» قيل: على السُّرُر في الحجال، وقيل: الفرش في الحجال، عن الزجاج.
  «نِعْمَ الثَّوَابُ» أي: الجزاء «وحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا» قيل: مجلساً ومكاناً، وقيل: يعني مرافقة النبيين والصديقين كقوله: {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}[النساء: ٦٩]، حكاه الأصم.