التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا 30 أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق متكئين فيها على الأرائك نعم الثواب وحسنت مرتفقا 31}

صفحة 4405 - الجزء 6

  والأرائك: جمع أريكة وهي السُّرر في الحجال، قال ثعلب: الأريكة لا تكون إلا سريرًا متخذاً في قبة عليه شوارة وعدة.

  · الإعراب: يقال: ما خبر (إن) في قوله «إِن الَّذِينَ آمَنُوا»؟

  قلنا: ثلاثة أقوال:

  الأول: أولئك لهم جنات عدن، ويكون «إنا لا نضيع» اعتراضاً بين الاسم والخبر.

  الثاني: أن يكون إنا لا نضيع أجره بل نجازيه، ثم ذكر الجزاء، فقال: «أولئك».

  الثالث: أن يكون على البدل، فلا يحتاج إلى خبر، كقول الشاعر:

  إِنَّ الْخَلِيفَةَ إِنَّ اللَّهَ سَرْبَلَهُ ... سِرْبَالَ مُلْكٍ بِهِ ترجى الخواتيم

  «أساور» لا ينصرف لأنها أفاعل وكل جماعة ثالث حروفها ألف وبعد الألف حرفان أو أكثر أو حرف ثقيل فإنه لا ينصرف معرفة ولا نكرة.

  «مرتفقًا» أي: حسنت الجنة مرتفقاً.

  · المعنى: لما تقدم الوعيد عقبه بذكر الوعد على عادته، فقال سبحانه «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا»