التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا 32 كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجرنا خلالهما نهرا 33 وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا 34 ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا 35 وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا 36}

صفحة 4408 - الجزء 6

  وقرأ أبو جعفر وعاصم ويعقوب: «وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ»، «وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ» بفتح الثاء والميم في الحرفين جميعاً، وهو جمع ثمار، وروي عن يعقوب: {كَانَ لَهُ ثَمَرٌ}، بفتح الثاء والميم «وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ» بضم الثاء والميم، وقرأ أبو عمرو بضم الثاء والميم في الحرفين، وقرأ الباقون بضم الثاء والميم في الحرفين وهو جمع: ثمار وثمر نحو: حِمار وحمُر، ونحو أن يكون جمع ثمر كخشب وخشب.

  قرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير وابن عامر: «لأجدن خَيرًا منهما» بزيادة ميم، وكذلك هي في مصاحفهم تعود الكناية إلى الجنتين، وقرأ الباقون: «منها» بغير ميم، تعود الكناية إلى الجنة التي دخلها، وقيل: تعود إلى جميع ما تقدم.

  · اللغة: حفوا بالشيء: أطافوا به، ومنه: {حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ}⁣[الزمر: ٧٥].

  وحفاف كل شيء: جانباه، كأنه أطاف به.