قوله تعالى: {واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا 32 كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجرنا خلالهما نهرا 33 وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا 34 ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا 35 وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا 36}
  وباد الشيء يبيد بيداً إذا أهلك، والبيد المصدر، وبيد بمعنى غير، يقال:
  هو كثير المال بيد أنه بخيل يعني غير.
  والرد: مصدر رددت الشئ أرده ردًّا، ومنه: المرتد، لأنه يرد نفسه إلى الكفر، ورُدَّ يُرَدّ فهو مردود.
  والمنقلب: المعاد.
  والمحاورة: مراجعة الكلام في المخاطبة، يقال: كلمت فلاناً فما رجع إليّ حوارًا أو محورة وحويرًا.
  · الإعراب: ويُقال: لم قال {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ} بلفظ التثنية، ثم قال: (آتَتْ أُكُلَهَا) بلفظ الواحد؟
  قلنا: لأن (كلتا) بمنزلة (كل) في مخرج التوحيد، ولو قال آتتا على الجنتين جاز، قال الشاعر في التوحيد:
  وكلتاهما قد خطتا في صحيفتي ... فلا العيش أهواه ولا الموت أروح
  ويجوز في المؤنث كلاهما.
  ويقال: لِمَ جاز كل الجنة ولم يجز كل المرأة؟
  قلنا: لأن بعض الجنة جنة وليس بعض المرأة مرأة، فكأنه قيل: كل جنة من جملتها آتت.