قوله تعالى: {فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم 137}
  والشقاق: قيل: أخذ من الشق، كأنه صار في شق غير شق صاحبه بالعداوة والمباينة، وقيل: إنه من المشقة؛ لأن كل واحد منهما يحرص على ما يشق على صاحبه ويؤذيه.
  والشقاق: الخلاف.
  وكفى يكفي كفاءة: إذا قام بالأمر، وكفاك هذا الأمرُ، أي حَسْبُك، ويُقال:
  يكفي ويجزي ويغني بمعنى.
  · الإعراب: يقال: ما معنى الباء في قوله: «بِمِثْلِ» وهلا قال: بما آمنتم؟
  قلنا: فيه ثلاثة أقوال: الأول أن يكون معناه فإن آمنوا مثل إيمانكم، والثاني: فإن آمنوا على مثل إيمانكم، الثالث: إلغاء (مثل) كأنه قيل: بما آمنتم به.
  · النزول: لما نزل قوله تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ} قرأها النبي ÷ على اليهود والنصارى، فلما سمع اليهود ذكر عيسى أنكروا وكفروا، وقالت النصارى: ليس كسائر الأنبياء هو ابن اللَّه، فنزلت الآية.
  · المعنى: ثم أمر تعالى بالإيمان، فقال تعالى: «فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ» أي صدقوا بما صدقتم، وأقروا بمثل ما أقررتم به، وقيل: آمنوا بمثل إيمانكم، وكان ابن عباس يقول: أقروا بما آمنتم به، فليس لله مثل، وهذا محمول على أنه فسر الكلام، لا أنه أنكر القراءة الظاهرة مع صحة المعنى «فَقَدِ اهْتَدَوْا» أي سلكوا طريقة الاستقامة